القوات اللبنانية تطبق الفيدرالية في وزارة الخارجية

يبدو أنّ وزارة الخارجية اللبنانية باتت مخطوفة من فريق حزبي يميني متطرّف في لبنان يخضع بشكل تام لقوى الوصاية. وزير الخارجية اللبناني "يوسف رجي"، يواصل من منبر الدولة، التعبير عن مواقف مرتبطة بسياسة لبنان الخارجية، بصورة منفصلة تمامًا عن السياسة الخارجية للدولة اللبنانية، ولا تلتزم  بالسياسة الخارجية للحكومة بل بسياسة الحزب الذي ينتمي إليه الوزير.

هذه السياسة الانفصالية المتّبعة داخل الوزارة، تعبّر عن شكل من أشكال التمرد على الدولة والطعن بالتضامن الحكومي وبالبيان الوزاري. أمّا المستغرب، فهو سكوت رئيس الحكومة "نواف سلام" عن هذا الشرخ في الموقف الدبلوماسي للدولة.

حوّلت "القوات اللبنانية" منذ سيطرتها على الخارجية، الوزارة إلى وكر حزبي، وكأنها تعلن بذلك مشروعها للتقسيم والفيدرالية، وأنّ الوزارة باتت تعبّر عن دويلة "القوات" وليس عن مواقف الدولة اللبنانية.

رجّي، يفرض على لبنان مواقف حزبه المتطرّفة، فيقوم باستعداء دولة صديقة للبنان تتعامل معه بكل مقتضيات الأخوّة، دون مبررات مقنعة. وآخر إبداعاته، إسراره للمبعوثة الأميركية إلى لبنان "مورغان أورتاغوس"، بقراره عدم تلبية دعوة وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي" لزيارة إيران. 

وذكر موقع "أم تي في" أنّ أورتاغوس توجّهت بسؤال إلى رجّي عمّا إذا كان مستعدّاً لتلبية دعوة وزير خارجية إيران، فأجاب رجّي على الشكل الآتي: "لقد وصلتني الدعوة أيضاً من خلال رسالة مكتوبة وُجهّت إلى الوزارة، وأنا كنت أعربتُ خلال مقابلة تلفزيونية قبل أيام عن استعدادي للقاء وزير خارجية إيران في أي دولة محايدة، وهذا ما لا أزال أنا مستعدّاً للقيام به، فأنا منفتح على كل الدول باستثناء تلك التي تتدخل بشؤون لبنان، وبالتالي فإنّ الظروف الحالية لا تسمح بأن يتم هذا اللقاء في إيران، وبالتالي لن ألبّي الدعوة، إلا أنّني مستعدّ للتواصل معه من أجل اللقاء في بلد آخر".  

لكن القناة لم تذكر مدعاة تدخل أورتاغوس في شأن الزيارة من عدمها، ولم تشر أيضًا، إلى أي انزعاجٍ من وزير الخارجية، كان يفترض أن يظهر عليه بعد تدخّل أورتاغوس بهذا الشأن السيادي الداخلي اللبناني!

منشورات ذات صلة